اللهم كما نقل عمان من الظلام إلى النور، ربنا فلا توحشه في ظلمة القبور، ولقّه بالنضرة والسرور. اللهم كما أسعد أهل عمان في حكمه وقيادته، ربنا فأسعده في ختمه ونهايته وارعه بحفظك كما كلأنا برعايته. يا كريم يا منان يا رحيم يا رحمن,اللهم نوّر له قبره، ووسع مدخله، وآنس وحشته. إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار. لا شيء أصعب من فقدان عزيز علينا، ولايوجد كلمات تعبرعما في داخلنا، ولا يسعنا سوى أن نرضى بقضاء الله وقدره فالموت علينا حق لا مفر منه❤"
الثلاثاء، 5 يناير 2021
مولده ونشاته
هو الابن الوحيد للسلطان سعيد بن تيمور بن فيصل آل سعيد، تلقى دروس المرحلة الابتدائية والثانوية في صلالة، حيث أشرف على تعليمه أ. حفيظ بن سالم الغساني (لاحقًا أصبح مستشاره الصحفي) مدير المدرسة السعيدية التي تركها في سبتمبر من عام 1958، بعد أن قرّر والده إرساله إلى المملكة المتحدة حيث واصل تعليمه في إحدى المدارس الخاصة سافوك، ثم التحق في عام 1379هـ الموافق 1960م بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث أمضى فيها عامين وهي المدة المقررة للتدريب درس خلالها العلوم العسكرية وتخرج فيها برتبة ملازم ثان، ثم انضم إلى إحدى الكتائب العاملة في ألمانيا الاتحادية آنذاك لمدة ستة أشهر مارس خلالها العمل العسكري.
بعدها عاد إلى المملكة المتحدة حيث تلقى تدريباً في أسلوب الإدارة في الحكومة المحلية هناك وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، ثم هيأ له والده الفرصة التي شكلت جزءاً من اتجاهه بعد ذلك فقام بجولة حول العالم استغرقت ثلاثة أشهر زار خلالها العديد من دول العالم، عاد بعدها إلى البلاد عام 1383هـ الموافق 1964م حيث أقام في مدينة صلالة. على امتداد السنوات الست التالية التي تلت عودته، تعمق السلطان قابوس في دراسة الدين الإسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة سلطنة عُمان دولة وشعباً على مر العصور وقد أشار في أحد أحاديثه إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الإسلامي وتاريخ وثقافة عُمان كان لها الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العُماني والإنسانية عموماً. كما أنه استفاد كثيراً من التعليم الغربي الذي تلقاه وخضع لحياة الجندية ولنظام العسكرية في المملكة المتحدة، ثم كانت لديه الفرصة في السنوات التي تلت عودته إلى صلالة لقراءة الكثير من الأفكار السياسية والفلسفية للعديد من المفكرين الذين شكلوا فكر العالم.
اهتماماته وهواياته
لعل إهتمام السلطان قابوس بدفع عُمان إلى حالة متقدمة من المعاصرة مع الإبقاء على الأصالة العُمانية التقليدية بحيث لا تفقد عُمان هويتها وفي إطار ذلك يكون إهتمام قابوس بالثقافة هو الشيء الأبرز والذي ترك آثاره الواضحة في عُمان فبفضل قراره أصبح لدى السلطنة جامعة السلطان قابوس وللسلطان قابوس إهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة، حيث يظهر ذلك في الدعم الكبير والمستمر للعديد من المشروعات الثقافية وبشكل شخصي ومحلياً وعربياً ودولياً ، سواء من خـلال منظمة اليونسكو أم غيرها من المنظمات الإقليمية والعالمية . من أبرز هذه المشروعات على سبيل المثال لا الحصر موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية ودعم مشروعات تحفيظ القرآن سواء في السلطنة أو في عدد من الدول العربية و كذلك بعض مشروعات جامعة الأزهر وجامعة الخليج وعدد من الجامعات والمراكز العلمية العربية والدولية ، فضلاً عن ( جائزة السلطان قابوس لصون البيئة ) التي تقدم كل عامين من خلالمنظمة اليونسكو ودعم مشروع دراسة طريق الحرير والنمر العربي والمها العربي وغيرها .
وعن هواياته يتحدث السلطان فيقول : منذ طفولتي كانت لدي هواية ركوب الخيل ، فيذكر أنه قد وضع على ظهر حصان وهو في الرابعة من عمره ومنذ ذلك الحين وهو يحب ركوب الخيل ولهذا توجد الإصطبلات السلطانية التي تعنى بتربية وإكثار الخيول العُمانية الأصيلة وإفتتح مدارس الفروسية التي تضم بين تلاميذها البنين والبنات ، كما أن الرماية أيضاً من الهوايات المحببه له كونه تدرب عسكرياً ويؤكد أن هذه الهواية تعد جزءاً مهماً لكل من يهتم بالنشاط العسكري وعاش في مجتمع كالمجتمع العُماني الذي يعتز بكونه يستطيع حمل السلاح عند الضرورة . كما يحب تجربة كل ما هو جديد من أسلحة القوات المسلحة ، سواء كان ذلك السلاح بندقية أو مدفع رشاش أو مدفع دبابة ، إلا أن الرماية بالمسدس والبندقية تبقى هي الأفضل بالنسبة له وكذلك ـ كنوع من الترفيه ـ يستخدم أحياناً القوس والنشاب . ويكمل فيقول : هناك هوايات أخرى كالمشي .. أحب المشي منذ الصغر ، فأجد الراحة قبل الذهاب إلى النوم أن أقضي وقتاً بالمشي على البحر فهو رياضة جيدة للجسم وفرصة للتفكير ، كذلك أحب التصوير وكانت لدي هواية الرسم للمناظر الطبيعية في وقت من الأوقات ، إلا أن الظروف والوقت أصبحا لا يسمحان بممارسة هذه الهوايات و القراءة أيضاً كونها هواية ، إلا أنها أصبحت جزء من العمل وأصبح من الصعب مطالعة الكتب حسب الهواية إلا ما هو في مجال العمل والحياة اليومية .."
انجازاته الخارجية والداخلية